اسـتفـسـار سـريـع جـدا .

السلام عـليكم ورحمة الله تعالى وبركاته ... جازاك الله خيرا لدي استفسار ربما هو انشغال حمله كثير من الزملاء وكلفت بطرحه على حضرتكم وهو يتعلق بأمر رائج بكثرة في منطقتنا في هذه السنوات الأخيرة وتكرر هذه الأيام وحتى لا أطيل عليـــكم
الأمـر يتعـلق بالمحميات التي أنشأت على أرضنا والتي صارت تستهدف بعـــــــــض الحيوانات الطليقة وخاصة الطيور وفراخها وبيوضها في هذه الفترة بالذات حيث أن هؤلاء المكلفين بهذه المحميات حددوا سعرا لثمن فرخ طير الحبار ( 12000دج )
و ( 7000 دج ) لبيضة من بيوضه ، فتهافت الناس يجرون في صحرائنا وبرارينا بحثا عن هذه الثروة وجذبها بكل الوسائل دون شفـقة ولا رحـمة ... وقد أصدر أحـد الأئمة عندنا رأيـا بحـرمة صيد هذه الطيور وفراخها وحتى بيضها ... فالمرجو منحضرتكم الموقرة موافاتنا بالرأي الشرعي المناسب لهذه القضية ودمتم في خدمة هذا الدين وشكـــــــــــرا .

الحمد لله القائل ..وقد فصل لكم ما حرم عليكم وبعد.
الأصل في الصيد الإباحة إذا كان القصد منه صحيحا كأكل الصيد وبيعه ونحوه ذلك ، والدليل على إباحة الصيد الكتاب والسنة والإجماع
ان الاصل في الصيد بمعنى الاصطياد هو الاباحه ... ولكن تعتريه الاحكام التكليفيه ... وكما يلي ..

اولا / الصيد المباح ... ويكون الصيد مباحا بالنسبه لمن يصيده ليأكله او ليأكل بثمنه مايحتاج اليه من طعام .. وان كانت له وسائل اخرى للعيش والاكتساب ....

ثانيا / الصيد المندوب ... ويكون الصيد مندوبا اذا صرف ثمنه في مندوب كالتوسعه على العيال .. والصدقه على العباد .. او سد الخله .. وكف الوجه عن مسألة الناس والاحتياج اليهم فيكون مندوبا لاجل ذلك ...

ثالثا / الصيد الواجب ... ويكون الصيد واجبا .. اذا صاد لاحياء نفسه او غيره او لعيشه او عيش غيره اذا تعين الاصطياد وسيله لذلك وانما كان الاصطياد واجبا عليه لانه اذا لم يباشر الاصطياد هلك وهلك من تجب عليه نفقته ..ويكون بهذا الترك قد تسبب باهلاك نفس معصومه بترك اصطياد الحيوان الماكول غير المعصوم اذ احله الله لنا...

رابعا / الصيد المحرم ... ويكون الصيد محرما وذلك اذا كان الصائد محرما سواء كان الاصطياد في الحل او الحرم ... وكذلك يحرم عليه الاصطياد في ارض الحرم مطلقا وان كان حلالا ...
وكذلك يحرم الصيد ان قصد به اللهو ولم يقصد به الذكاة .. اي يرمي الحيوان ولايذكيه وهو قادر على تذكيته ويتركه يموت من اثر جراحه .. ويبقى جيفه في الارض بدون سبب .. كدفع شره او ماماثل ذلك ...

خامسا / الصيد المكروه ...ويكون الصيد مكروها اذا لم يكن من يباشره محتاجا اليه .. وانما يقصد به اللهو او اظهار جلادة قلبه .. ولكنه يذكي الحيوان اذا ادركه حيا .... وسبب الكراهه في هذه الحاله هو ان الحكمه في اباحة الاصطياد سد الحاجه .. قال تعالى ( لتاكلوا منه لحما طريا ) ..وهذه الايه وان سيقت في صيد البحر فقد ذكرت الاكل باعتبار ان اهم مقاصد الصيد ... فاذا خلى من هذا الغرض كأن يكون للهو والتسليه .. كان مكروها ..
ولكن هل اتخاذ الصيد حرفه يجعله مكروها ؟
ذهب بعض الفقهاء الى ذلك .. واستدلوا في الحديث الذي رواه الطبراني في الجامع الصغير ..بان النبي صلى الله عليه وسلم قال ( من بدا جفا ومن اتبع الصيد فقد غفل ومن اتى ابواب السلطان افتتن ) ...
ولكن يرد على هذا القول ... ان الحديث على فرض صحته قد يحمل على ان احتراف الصيد من شأنه ان يورث الغفله عما ينبغي تذكره ... كاداء الصلاة في اوقاتها ... وعلى هذا يكون احتراف الصيد مكروها في حق من يكون الصيد سببا في غفلته عما لاينبغي له ان يغفل عنه ... فأن لم يصل به الاحتراف الى مثل هذه الغفله فانه يبقى في حقه مباحا كماهو الاصل في احتراف ماهو مباح ....وعليه فالقائل بتحريم صيد الحباراو غيره من الطيور المباحة فقد جانب الصواب وحرم ما احل الله سبحانه الا اذا صدر أمر من الحاكم بالمنع فحينها يكون القانص عاصيا لولي الأمر وعليه الاثم لأنه يجوز للحاكم تقييد المباح اذارأى مصلحة شرعية ....والله الهادي الى سواء السبيل

ما عساني الا ان اشكر شيخنا الجليل في قضية بحثه من الكتاب والسنة والإستدلال على اي امر شرعي
فدائما نراك تبحث في اي قضية وتوفي بها بالتفصيل من جوانب شتى
نسأل الله العظيم القدير ان يزيدك من علمه ويسخرك لتبين الدين للناس جزاك الله عنا كل خير
اخوك ميسوم

جـازاك الله عـظيم الجـزاء فـقد أزلـت الإبهام بهذا الطرح المشفـع بالأدلـة الشرعـية ، ونـسأل الله العـفو والعافيـة ، وجازاكم الله عنا كريم الجـزاء .

شكرا لك اخي ابو ايمن