لسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على اشرف المرسلين الى يوم الدين
- المعركة التي قتل فيها بوبيتر 2- زعماء ثورة أولاد سيدي الشيخ
v أسباب انتفاضة ( ثورة أولاد سيدي الشيخ ):
أسباب انتفاضة ( ثورة أولاد سيدي الشيخ ) ولكي نستطيع فهم أسباب الثورة أغلب الشيوخ الدينيين ضد الاستعمار الفرنسي فإنه من الضروري أن نستعرض الأسباب . فمعاهدة 1845 منحت العدو مراقبة جهات كانت تابعة لقبائل وزاوية أولاد سيدي الشيخ ، وهؤلاء هم من سلالة الخليفة أبو بكر الصديق ((رضى الله عنه )) كما تشهد على ذلك الشجرة العائلية الموجودة حالياً عند بعض المواطنين بالمنطقة و من المعلوم أن هذه المعاهدة كان من شأنها تمكين انتشار المعمرين و الاستلاء على أحسن الأراضي السهلية ، ولم يتمكن الاستعمار من ذلك إلا بواسطة الطغيان و القمع وارتكاب المجازر رهيبة ضد الجزائريين و كان الاستعمار يسعى إلى تفكيك القبائل و إلى خلق الفتن داخل مجموعة قبائل أولاد سيدي الشيخ التي اتخذت لمقاومة الاستعمار . وحسب شهدات أهالي المنطقة فإن الأمير عبد القادر أتي في 1845 إلى مدينة الأبيض سيدي الشيخ ليلتقي بشيوخ القبائل ويناقش ويناقش معهم السبل والوسائل التي من شأنها أن تدعم الكفاح ضد العدو وليس بحوزتها حتى الآن أيت معلومات دقيقة فيما يخص زيارة الأمير إلى الجنوب الوهراني غير أن البعض يؤكد أن بعض المتطوعين التحقوا بصفوف الأمير مباشرة بعد صلاة الجمعة و انضموا إلى الكفاح و لم يرض المحتل بهذا الاتفاق بين القبائل وذهب إلى تصيب سلطة عسكرية تتمتع بكل الصلاحيات الجهة الجنوبية الغربية من البلاد و في نفس الوقت أنشأ المحتلون ما أسموه بالمكاتب العربية .
و من المعلوم أن هذه المكاتب كان هدفها جلب أكثر المعلومات للاتقاء و قمع كل انتفاضة فتعددت اعتداءات ضباط المكاتب حتى زاد الغضب لدى قادة القبائل و كان نفي سي حمزة بوبكر سببا آخر في ارتفاع درجة التوتر و قد الإعلان عن وفاته في العاصمة سنة 1861 إلى انتفاضة كل القبائل و إلى حد الآن مازالت أسباب موت سي حمزة محل نقاش و على كل حال فإن إبنه الثاني سي سليمان هو الذي خلف أباه على رأس مجموعة القبائل و قد كان لتولي سي سليمان الزعامة صدى عميقا ، حيث أنه كان يطمح أن يلعب في المناطق الجنوبية نفس الدور الذي لعبه الأمير عبد القادر .
و في فيفري 1864 غادر سي سليمان بن حمزة البيض (( جرفيل)) معلناً أنه لا يعترف بسلطة الفرنسيين على الجنوب الوهراني من الأبيض سيدي الشيخ نداءه للجهاد ضد المحتل ، و قد لبت نداءه القبائل التالية الشراقة ، أولاد سيدي الحاج بحوص ، أولا الزياد ، الطرفى ، و الكساد ، و قبائل القرابة التي تبعت الطرفى و حميان ، و القبائل سيدي التاج ، جد سيدي بوعمامة ، وقبيلة الرزيقات ،
و هي قبيلة المجاهد الشاعر محمد بلخير .
v معركة عوينات بوبكر 1864 : استطاع كذلك سي سليمان أن يحرس على تحالف قبائل جبال العمور و التل وذلك لخوض أعنف المعاركة قرب عوينات بوبكر على بعد 30 كلم من البيض ، و كان الجيش الاستعمار قد أرسل قواته من جنوده ((فيلق من الإفريقين )) و كتائب من السياسين و قوم من الأحرار )) و يقود هذه القوات العقيد ((بوبيتر )) قائد تيارت ، وقد أوفد الرائد بوتان ليساعد العقيد بوبيتر في هذه المعركة و تروي الشهادات أن سي سليمان بن حمزة إستطاع أن يطوق كل القوات الفرنسية وذلك باحتلال كل التلال المحيطة بقرية ستيتن و خلال المعركة تمكن الشيخ سليمان من التوغل في صفوف العسكر الفرنسيين إلى أن دخل مركز القيادة و قتل بيده العقيد بوبيتر المعروف بالسفاح حيث قضى على القبائل بأسرها وحسب المواطنين الذين رووا لنا بطولات أولاد سيدي الشيخ فإن سي سليمان استشهد خلال هذه المعركة وهذه الفقرة من تقرير أعده بيطري تابع للجيش الفرنسي نجا من هذه المعركة : " كنت لا أطمع في الحياة التهبت بحمى نفسية وأتذكر الصدمة التي أصبنا بها نتيجة للهزيمة " وحول هذه الانتفاضة كتب الجنرال جونشي في تقارير هي بحوزة أحد المواطنين بالأبيض سيدي الشيخ يفسر فيها الهزيمة :" ترجع أسباب هزيمتنا أمام سي سليمان إلى أخطاء غير مسموحة ارتكبها ضباطنا : هؤلاء الضباط الذين يتمتعون بثقة الجنرال دي ليني ويضيف : أصبحت أية مفاوضات بيننا وبين الثائرين غبر ممكنة ولم تبق إلا لغة البارود "وعمت هذه الانتفاضة وفاجأت السلطات العسكرية الفرنسية ولا سيما أن مستقبل الاستعمار الفرنسي أصبح مهددا ، وصار الاستعمار الفرنسي يخشى صدى وانعكاسات هذه الانتفاضة خاصة وأن مقاومة الأمير عبد القادر لم تنس بعد بل كانت حاضرة في أذهان الشعب الجزائري عززت معركة عوينات بوبكر تفوز أولاد سيدي الشيخ لدى القبائل الرحل ومكنتهم من مراقبة أراضي أخرى كانت تحت سلطة الجيش الاستعماري وذلك بفضل قيادة سي محمد بن حمزة شقيق بن سليمان ،وأنه لتقليد لدى هذه الزاوية للمحافظة على كرامتها وسلطتها في المناطق الشاسعة الجرداء ،وبعد وفاة سي سليمان رفع عمه سي لغلا زعيم ديني بورقلة راية الثورة على رأس الشعانبة وأولاد سيدي الشيخ ليتصدى لقوات الجنرال دي لبينيي سياسة الأرض المحروقة : وبدأ سي لعلا يشجع ابن أخيه سي محمد بن حمزة ليرفع عاليا مشعل الجهاد وهكذا فقد شن هجوما خالدا في 04 فبراير 1865 ضد طابور من الجيش الفرنسي بقيادة العقيد كولان وتحت إشراف الجنرال دي لينني وكان هذا الطابور معززا بالمشاة والفرسان من العساكر وجرت المعركة في غارة سيدي الشيخ وسط كثبان من الرمال ففي هذا الموقع القاسي لقي العدو هزيمة شنعاء اضطر إلى التقهقر الفوضوي والفرار .
وأستشهد أثناء هذه المعركة الحامية الوسيط سي محمد بن حمزة ،
وتزعزع الحكم الفرنسي أمام تطور الانتفاضة وأعطيت للعقيد نقريي " البطاقة البيضاء " لتدمير مدينة الأبيض سيدي الشيخ على آخرها، وكان ذلك يوم 15 أوت 1881م من طرف الجنرال نيقريي ليثأر لهزيمة إينوسانتيInocenti، و أعيد بناء قبة سيدي الشيخ من طرف مهندس مغربي من فقيق سنة1887 م ، وتبع تدمير مدينة الأبيض س/ ش جرائم أخرى من سياسة الأرض المحروقة التي تمثلت في حرق أكثر من ثلاثة ألاف من ثروة النخيل وتحطيم القصور وتدنيس الزاوية أين كان موجود ضريح سيدي الشيخ ، وحاول من خلال ذلك الاستعمار الفرنسي أن يقضي على موارد المعيشة للقبائل لردعها وعدم إتباع الحركة الانتفاضية لكن أخطأت الاستراتيجية العسكرية في حساباتها وهكذا فقد كان تدنيس ضريح سيدي الشيخ عارا لا تحتمله كرامة الجزائريين وكان هذا الحدث حافزا لاستمرار المقاومة والكفاح المسلح الذي دام عشرون سنة .
منقووووووووووووووووووول