تـأبـى البـهـائم أكـلـه أو شَــمَّـهُ = دون البهائم وَيْـحَهُ الإنسـانُ
أنظر ألى النيران كيف دخانـهـا = تَسْوَدُّ منه الأرض والجدرانُ
تجـفـو دخـان النار عنـد هبـوبـه = تهوى دخان التبغ يا خسرانُ
الناس تصـنـع للـبـيـوت مداخـنـا = أيُّ المـداخـن يدخـل الدُخَّانُ
واللـه قـد جـعـل الـدُّخانَ عذابـه = قـبـل الـقـيـامة أخبر القرآنُ
لـَفـْـظ ُالـدُّخان ِلِـمَـنْ أراد تـَعَـلـُّمـًا = يـوحـي بـشـر ذاكـم العنوانُ
سُـمٌّ وأوسـاخ تـَجَــرَّعُ يـا فــتـى = أنظر لصدرك لونه القـِطـْرانُ
عجبـا لـِذي عـقل ٍ يضر بنفسـه = مـهما نصـحت فـؤاده صُـوَّانُ
وَيْلي علـى رجـل يُـدَخِّـنُ مُــعْـدَم ٍ = والإبـن يصرخ يا أبي جَوْعانُ
من يرتضي حرقـا لمـال يـا تـُـرى = مـن يرتضي أن تهلك الأبـدانُ
من يشتري الدُخـَّانَ أحــرق مــالـه = بئس الشراب وساءت الأثمانُ
أضــراره آفـاتـه لــم تـُحْــصِـهــا = أسـقـامـه أمراضـه ألـوانُ
إسأل جـهاز الـطِبِّ أيَّ تـَخَـصُّـص ٍ = تجدْ ا لجواب بأنه ثـُعـبـانُ
من مــات فــيه يُعَدّ منــتــحرا بـه = من ينتحرْ فجزاؤه الــنيرانُ
نـُكـَتـيـنـُــهُ سُـــمٌّ وتـعلـــم أمـــره = فالشرب عمدا قاتـل يئسـانُ
مـن يـشرب الدُخَّانَ يـلعـن إسـمـه = لا تقرب الملـعـونَ يا لـَعَّـانُ
في الحرب ينقطع الدُّخانُ فما ترى = تدع القتال وَتـُسْلـَبُ الأوطـانُ
في الصـوم ماذا انت تفعل إن أتى = أَلأجْـــلِـــهِ لا يُــعْـبَـدُالـــدَّيَّـــانُ
ما قـُمْتَ يوما فـي اللـيـالـي عـابـدا = أمَّـا لـِحُـبِّ خبيثكمْ سَهْـرانُ
فــي حُـبِّـهِ ذ َلـَّتْ نـفـوس إخـوتـي = في شَهْوَة ٍ قد أُسْقِط َ الشجعانُ
ضـعـفُ الـعزيـمـة ضَيَّعَتْ أخلاقنا = إن الـعزيمة نبـتها الإيمانُ
يزهو المراهق أن يـكـون مُـدَخِّنـًا = أليوم يضحك في غدٍ ندمانُ
وتـراه يـَسْعُـلُ دائما فـي لـيله = أمـا الـنـهـار فـإنـه لـَهْـثـانُ
ويقـول يخـدع نفسـه مـن جـهـلـه = سيجارة يُرْقى بها الغضبانُ
ويـقـول يـحسـب أن يُبَرِّرَ جُرْمَـهُ = لن أستطيعَ التـَّرْك َ يا إخوانُ
الطـفـلُ يـرضـعُ ثـم يـتـركُ أمَّـهُ = هل أنت أصبر أم هُمُ الصبيانُ
مَـنْ يـشـرب الـدُّخّانَ أَحْرَمَ نفسه = ضعف الشهية أصلها الدُّخّانُ
من يـشـرب الـدُّخّـانَ أحرق ثوبه = أين الحياء وجسمكم عُرْيانُ
الـكُـلُّ يـغضب إن ذ َمَـمْـتَ حـبيبه = ذـُمَّ الخبيثَ فـَكُلـُّهُمْ فرحـانُ
داء وبـيـلٌ والكـثيـر بـه ابْـتـُلـُوا = الشِّيبُ والشـبانُ والنـسـوانٌ
طـَلـِّقْ قـريـن السوء لا تحزن لـه = قـَدْرَ المنافع يوزَنُ الأقرانُ
أيُّ المنافع فـي الـدُّخـان ِوشـربـه = أي المـنـافع يصنع الذ ُبّانُ
جُـلاّسُ شـاربـه تـَفِـرُّ مـن الأذى = هل طـَيِّبٌ أن يُزْعَجَ الجيرانُ
ريحُ المُدَخِّن ِقد تـُضـايـِقُ غـيـره = الزوج والأهـلـون والخِلاّنُ
ينهى الرسول الناس عن إدمانـه = أطع الرسولَ يُحِبَّكَ الرحمنُ
ما ضَرَّ لا تـقربْ يقـول حبيبـنـا = وَمُفـَتِّـرٌ وَمُـخـَدِّرٌ عِصْـيـانُ
وهناك من يُفـْتـي إبـاحـةَ شُرْبـِهِ = العودُ يُنـْقِذ ُ قد فتى الغَرْقـانُ
فمتى أباح الـديـن سُـمّـًا قـاتـلا = لايلتـقي الإيـذاء ُ والإحـسـانُ
أن قيل أطعـمـة تـَضُرُّ فقل لهـم = ضَرَرُ الزيادة مـثلهـا النقصانُ
أما الدُّخـانُ قلـيلـه َلكَ مُـهْـلـِك ٌ = حتى الذي إن شَمَّهُ دَوْخانُ
مـن يـشـربْ الدُّخّانَ جُرَّ لغيره = تهفو النفوسُ ويوقِـعُ الشيـطـانُ
هـذي دروسٌ إن أردت هـدايـة = أمـَّا المعانـدُ طـَبْـعُـه العِصْيانُ
كالفأر يفلت من مصائـد مـوتـه = عـنـد الـظـلام فترجع الفئرانُ
فـَلـْيَرْحَم الـتـلفـازُ عـنـد دِعـايـة ٍ = مـن أجـل مـال يـُفـْسَدُ الإعلانُ
فـَوَسائـلُ الإعلام ِخيرُ وسيـلـةٍ = إنْ أخـلصتْ يتخـلـص الإنـسانُ