ابوحمادي عضو مشارك
عدد الرسائل : 129 العمر : 54 السٌّمعَة : 1 نقاط : 1 تاريخ التسجيل : 25/11/2007
| موضوع: من ديوان الإمام الشافعي........ الخميس ديسمبر 13, 2007 1:35 am | |
| من نكد الدنيا على الإنسان ما أكثر صور التعاسة والشقاء فى حياتنا . تحب إنساناً وتعطيه من نفسك ومالك فيحب غيرك ولا يحبك، تريد الخير لإنسان وتفكر فى مصلحته بينما هو يفكر فى الإضرار بك، وكم فى الدنيا من مفارقات عجيبة وأمور غريبة، فعلينا ألا نفاجأ بها وندهش لها ونصدم عند وقوعها فتلك هى الدنيا وهذا هو حالها وشأنها، ومع هذا فلن يجف نهر الحب وسيظل الخير إلى الأبد.
ومن الشقاوة أن تحـب
ومن تحب يحب غيرك
أو تريد الخـير لإنسان
وهو يريد ضيــرك الناس بين شامت وحاسد جاء يبحث عن أخ له فى الشدائد عندما تعرض للبلاء وتتابعت علية المحن وراح ينادى هل من مساعد؟ مساعد يقف بجانبه يسليه ويعزيه ويواسيه حتى تمر التجربة بسلام ولكن، وآه من بعد لكن: لكن تبين له ما يلى: لم ير فى أوقات الشدة غير شامت( فرح بما ناله سعيد بما أصابه) ولم ير فى أوقات السرور غير حاسد ( يتمنى زوال نعمته ويود لو انقلب سروره حزنا وسعادته شقاء ورضاه غضبا وصحته ضعفاً ومرضاً وحياته موتاً) وهكذا فى الرخاء والشدة لم يجد أخا يثق به ويشاركه ويشاطره ويفضى إليه بما فى نفسه .
لما أتيت أطلب عندهــــم
أخا ثقة عند ابتلاء الشــــدائد
تقبلت فى دهرى رخاء وشدة
وناديت فى الأحياء هل من مساعد
فلم أر فيما ساءنى غير شامت
ولم أر فيما سرنى غير حاســد
المعاملة بالمثل لكل منا عيوبه، ومن الناس يرى غيرة بعين المحب فيتغاضى عن عيوبه ولا يحاول نشرها، أملاً فى الإصلاح وهناك من يرانا بعين ساخطة فيجعل من الحبه قبة أملا فى أن تشيع المساوئ بين الناس ورغبة فى فضيحتنا. لذلك لابد أن نعرف من يحبنا ومن يكرهنا ونتخذ المعاملة بالمثل مبدأ سلوكياً فى المعاملة مع الناس فمن رآنى ونظر إلىّ باحتقار بادلته نظراته ومن رآنى بعين التقدير بادلته احترامه.
وعين الرضا عن كل عيب كليلة
ولكن عين السخط تبدى المساويا
ولست بهياب لمن لا يهابــنى
ولست أرى للمرء ما لا يرى ليا
فإن تدن منى تدن منك مودتـى
وإن تنأ عنى تلقنى عنى نائــياً
دع الهم والقلق
لماذا تقضى الليل ساهراً تحمل هموم المستقبل، والأمور بيد الله يصرفها كيف يشاء فسلم أمرك إلى الله وكن متفائلا مادمت تؤدى واجبك بأمانة وإخلاص وما دمت مؤمناً بالقضاء حيث لا قيمة لحمل الهم بعد بذل العمل.
سهرت أعين ونامت عيــــون
لأمور تكون أولا تكــــون
إن رباً كفاك بالأمس ما كـــان
سيكفيك فى غد ما يكـــون
فادرأ الهم ما استطعت عن النفوس
ولم أر فيما سرنى غير حاســد
| |
|